1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Deutschland Genitalverstümmelung

٢٤ يونيو ٢٠١٠

تدور في البرلمان الألماني حالياً مداولات أولية حول مشروع قانون يعاقب كل من يقوم بختان بناته، حتى ولو قام بذلك خارج ألمانيا. وتم اقتراح القانون للمناقشة من قبل مجلس الولايات الاتحادية في شهر مارس/ آذار الماضي.

https://p.dw.com/p/O1DC
تعتبر عملية ختان الإناث في غينيا احتفالاً تشارك به العائلة وتغدق فيه الهدايا على من يتم ختانهاصورة من: Hadja Kaba

تعيش حاجة كابا في مدينة برلين الألمانية اليوم بعد قدومها من غينيا بأفريقيا، والتي تتعرض حوالي 90 بالمائة من الإناث فيها للختان، وهي عملية إزالة عضو الإثارة الجنسية الأنثوي (البظر)، بالرغم من اعتباره ممنوعاً بشكل رسمي في غينيا. إلا أن العادات والتقاليد هناك أقوى من القانون، إضافة إلى أن هذه الممارسات من المحظورات، التي لا يتم الحديث عنها علناً.

ختان في السابعة من العمر

ولهذا السبب تنشط حاجة كابا منذ حوالي عشرة سنوات في ألمانيا من خلال جمعية (ماما أفريقيا) التي أسستها لوقف عملية ختان الإناث الوحشية في ألمانيا والخارج. وفي هذا السياق تعرض كابا البالغة من العمر 55 عاماً عدداً من الأفلام الوثائقية في مراكز مجتمعية من أجل توعية المجتمع الألماني بما تواجهه الفتيات جراء هذه الممارسات. وتركز الناشطة كابا حملاتها على حي فيدينغ في العاصمة برلين، والذي تقطنه جالية أفريقية كبيرة.

وكانت كابا قد عانت بنفسها من الختان عندما كانت في السابعة من عمرها في مدينة كانكان الغينية ذات المائة ألف نسمة، وذلك بعد أن اصطحبتها عمتها وجدتها – رغم اعتراض والدتها - بعد المدرسة إلى الخاتنة. وتقول كابا بأن المرأة التي ختنتها قامت بإزالة البظر بأكمله دون تخدير، وأنها قد عادت إلى منزلها سيراً على الأقدام. وتضيف: "لقد عانيت آلاماً لا توصف، لكنني كنت راضية بعض الشيء – لأنني أصبحت أخيراً جزءاً من المجتمع".

وفي منزل العائلة حظيت الطفلة كابا بالمديح من صديقاتها، إضافة إلى المال والهدايا من أقربائها، وذلك ضمن احتفال كبير بالمناسبة. هذا الشعور بالفخر والانتماء أنقذ حاجة كابا من صدمة نفسية شديدة، بحسب قولها، والتي تعترف بأنها محظوظة لأنها لم تعان أي التهابات بعد العملية مثل الكثير من الفتيات، والتي يقضي بعضهن نحبه أثناء الختان. وتشير كابا إلى أن الختان في مدينتها يقتصر على إزالة البظر، أما في مناطق أخرى من غينيا فإن الأمر يمتد إلى إزالة بعض الأجزاء الخارجية للمهبل أو حتى خياطته بشكل كامل.

شكوك تفضي إلى مقاومة

Hadja Kaba mit Zuhörerinnen
الناشطة الغينية حاجة كابا تتحدث عن تجربتها مع ختان الإناث وتقوم بتوعية الأمهات بهذا الموضوعصورة من: Svenja Pelzel

وعند بلوغها منتصف العشرينات من عمرها سافرت كابا إلى فرنسا للدراسة. وكانت وسائل الإعلام الفرنسية قد بدأت حملة توعية على خلفية وفاة فتاة صغيرة هناك عند ختانها. وفوجئت كابا من خلال تلك الحملة بأن كثيراً من النساء حول العالم لم يتم ختانهن، وأن الختان بحد ذاته يشكل خطراً كبيراً على صحة الفتاة، مما سبب لها حيرة كبيرة ودفعها للشك في عمليات الختان في بلادها. ومنذ ذلك الوقت بدأت كابا بانتقاد عمليات الختان، وأسست في العام 2000 جمعية (ماما أفريقيا) في مدينة برلين من أجل التوعية بأخطار ختان الإناث.

هذا وتشكو حاجة كابا من قلة الاهتمام التي تظهره النساء الأفارقة تجاه هذا الموضوع، والذي يتضح من كون غالبية من يحضر نشاطات جمعيتها من النساء البيض، وتشرح قائلة: "إن النساء الأفارقة القادمات إلى ألمانيا تعرضن للختان مسبقاً، واهتماماتهن تنصب على مواضيع أخرى". إضافة إلى ذلك فإن موضوع الختان في أفريقيا من المحظورات التي لا يتم الحديث عنها علناً، إلا أن الفيلم الذي تعرضه كابا في أمسياتها التوعوية يخرق العديد من هذه المحظورات، إذ يعرض عدداً من الأطباء والممرضات والقابلات والخاتنات الذين يتحدثون بكل صراحة عن ختان الإناث. وكانت حاجة كابا قد صورت الفيلم في العام 2008 أثناء مؤتمر نظمته في مسقط رأسها في مدينة كانكان.

وتقول الناشطة الغينية أنها لن تصطحب ابنتها إلى غينيا على الإطلاق، خوفاً من ختانها بشكل سري، إذ إن أي شخص يمكنه أن يأخذها للخاتنة ودون موافقة أولياء الأمور. لهذا تنصح كابا الأمهات الأفريقيات بعدم اصطحاب بناتهم إلى أفريقيا.

عقوبة الإيذاء الجسدي

هذا وتتعرض حوالي أربع آلاف فتاة تعشن في ألمانيا سنوياً للختان في الدول التي تنحدرن منها، وهو ما دفع مجلس الولايات الاتحادي الألماني لتقديم مشروع قانون للبرلمان يعاقب كل من يقوم بختان ابنته، حتى وإن قام بذلك خارج الأراضي الألمانية. هذا وتعاقب المحاكم الألمانية حالياً ختان الإناث بنفس عقوبة الإيذاء الجسدي، إلا أن مشروع القانون الجديد سيشدد على منع ختان الإناث كانتهاك لحقوق الإنسان وليس كجريمة عادية فقط، إضافة إلى أن مفعول القانون الجديد سيشمل أيضاً ختان الإناث الذي يتم إجراؤه في الخارج. وتستند هذه الشمولية إلى التعديل الذي أضافه البرلمان الألماني عام 1993 لقانون العقوبات، والذي يعاقب كل من قام بإساءات جنسية للأطفال، حتى وإن تم ذلك خارج ألمانيا.

إلا أن القانون الجديد سيقتصر في حال إقراره على الفتيات التي يعشن بشكل دائم في ألمانيا، ويخشى الخبراء من أن الحصول على أدلة دامغة لتثبيت عملية الختان في الخارج سيكون صعباً، مما قد يحد من فاعلية هذا القانون.

الكاتبة: سفنيا بيلزل/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: عماد مبارك غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد