1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحل السحري لمواجهة حساسية الطعام عند الأطفال

فريد شفالير
١٤ أبريل ٢٠٢٤

كشفت دراسة حديثة عن إرشادات قد تساعد الأطباء والأمهات على تدريب أطفالهم على مواجهة حساسية الطعام، لكن الخبراء يقولون إن الأمر يحتاج إلى الكثير من الصبر.

https://p.dw.com/p/4egf7
تمثل معاناة الأطفال من حساسية الطعام كابوسا لأنها تؤثر على حياتهم اليومية
تمثل معاناة الأطفال من حساسية الطعام كابوسا لأنها تؤثر على حياتهم اليوميةصورة من: Olena Mykhaylova/Zoonar/picture alliance

 يعاني الكثير من الأطفال من حساسية الطعام التي تؤثر على حياتهم اليومية وتمثل كابوسا لهم ولعائلاتهم، إذ قد تشكل وجبة الغذاء في المدرسة أو حفلات أعياد الميلاد خطرا صحيا على الطفل الذي يعاني من حساسية إزاء أنواع معينة من الطعام.

وفيما يتعلق بالعائلات، فإن حساسية الطعام  لدى أطفالهم تصبح مصدر قلق شبه يومي لأنها قد تكون عائقا أمام ممارسة الأطفال حياتهم اليومية.

وفي محاولة لمساعدة عائلات الأطفال الذين يعانون من حساسية الطعام، قدم باحثون إرشادات موحدة هي الأولى من نوعها لتعزيز قدرة الأطفال على تحمل مسببات الحساسية الغذائية.

وتتضمن الإرشادات علاجا يٌطلق عليه اسم "العلاج المناعي عن طريق الفم" الذي يشتمل على إعطاء الطفل كميات صغيرة جدا من مسببات الحساسية  مثل الفول السوداني مع زيادتها بشكل تدريجي بمرور الوقت لتعزيز قدرته على التحمل.

وفي تعليقه، قال دوغلاس ماك، طبيب أطفال بجامعة ماكماستر الكندية والذي شارك في إعداد الدراسة: "إنها ورقة بحثية هامة في مجالنا لأنه لم يتم إجراؤها من قبل ولم يتم توحيد مثل هذه النصائح من قبل. نحن في حاجة ماسة إلى نوع من التوجيه حول كيفية التعامل مع العلاج المناعي الذي يقدم عن طريق الفم".

أسباب انتشار حساسية الطعام؟

يشار إلى أن حساسية الطعام تحدث بسبب اعتقاد جهاز المناعة بأن نوعا معينا من الطعام أو أكثر يمثل تهديدا خطيرا فيما يتضمن رد فعل الجهاز المناعي تورم وألم في المعدة.

ويعاني نسبة 4% من الأطفال و1% من البالغين حول العالم من حساسية الطعام، لكن معدل انتشار المرض يزداد في الدول الغربية لتصل إلى 8% بالمئة بين الأطفال و4 بالمئة بين البالغين.

وتتباين أنواع الطعام المسببة للحساسية من منطقة إلى أخرى. ففي الوقت الذي تنتشر فيه حساسية الفول السوداني في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا، فإنها غير شائعة في آسيا، إذ تعد حساسية القمح والبيض والحليب أكثر شيوعا.

وارتفعت معدلات حساسية الطعام خلال العقدين الماضيين فيما يُرجع الباحثون ذلك إلى عوامل النظافة حيث ربطت دراسات حديثة بين الإفراط في النظافة وتعقيم الأغذية بشكل مبالغ فيه وبين انتشار ظاهرة حساسية الطعام.

وتتمحور "نظرية النظافة" حول فكرة أنه في حالة وجود عدد أقل من الجراثيم، فإن أجهزة المناعة عند الأطفال تتحرك ضد الأشياء غير الضارة مثل الفول السوداني أو الحليب. وتشمل الأسباب الأخرى وراء حساسية الطعام عوامل مثل نقص فيتامين "د" وتوقيت تعرض الأطفال لمسببات حساسية الطعام.

كيف نحمي أطفالنا من أمراض الحساسية

العلاج الفموي ..الحل السحري؟

وينصح مسؤول الصحة على مستوى العالم بضرورة تعريض الأطفال ببطء لمسببات الحساسية المحتملة  لمنع تفاقم الأمر خاصة في العائلات ذات سجل طويل من الإصابة بحساسية الطعام بين أفرادها، لكن تحت إشراف طبي.

ويقول الباحثون إن العلاج المناعي عن طريق الفم يعد ناجحا في مساعدة الأطفال الذين يعانون من حساسية إزاء أنواع معينة من الغذاء، حيث يعود تاريخه إلى عام 1908. آنذاك جرى استخدامه لأول مرة لإنهاء حساسية البيض التي كان يعاني منها صبي في عامه الثالث عشر.

وكانت الجرعة التي يتناولها الطفل في البداية عبارة عن 1/10000 من بيضة واحدة كل يوم، فيما أصبح بإمكانه تناول البيض بشكل آمن بعد ستة أشهر من بدء العلاج.

وقالت جوليا أبتون، أخصائية المناعة السريرية في مستشفى للأطفال بكندا: "لدينا علاج ناجح يحظى بموافقة الأطباء. هناك العديد من الدراسات تشير إلى أساليب مختلفة لمواصلة تحسين العلاجات".

وتنصح الدراسة الأطباء بتوخي الحذر عند تطبيق برامج العلاج المناعي عن طريق الفم إذ يتعين عليهم الحذر من المستويات الخطيرة من التعرض لمسببات الحساسية خاصة وأنه من الشائع أن يعاني الأطفال من آثار جانبية مثل آلام البطن والقيء عند بدء العلاج.

وفي مقابلة مع DW، قالت أبتون إن العائلات في حاجة "إلى معرفة الكثير من المعلومات المتعلقة بالحساسية الغذائية والحساسية المفرطة و العلاج المناعي  وكيفية تحديد جرعات الطعام بأمان والأشياء التي يجب الانتباه إليها ومتى يمكن البدء في العلاج ومتى يجب الاتصال بالطبيب".

بدوره، قال دوغلاس ماك:  "إذا لم تكن العائلات مستعدة للعلاج المناعي عن طريق الفم، فسوف يفشل العلاج ويصبح غير آمن. يجب على العائلات تقديم العلاج كل يوم. ولهذا السبب تعتبر هذه الإرشادات مهمة للغاية".

الصبر ثم الصبر

وقال مؤلفو الدراسة إن الإرشادات ليس مقتصرة على العائلات وإنما أيضا على الأطباء، ما يعني ضرورة أن يعمل الآباء مع الأطباء لمساعدة الأطفال على التغلب على حساسية الطعام بأمان وفعالية.

وفي ذلك، أشارت أبتون إلى أن الدراسة تحتوي على معلومات مفيدة لمقدمي الرعاية وعائلات الأطفال الذين يعانون من  حساسية الطعام.

وأضافت/ "تظهر الدراسة تطابقا بين نصائح السلامة الرئيسية والنتائج المتوقعة. فعلى سبيل المثال، يجب السيطرة على مرض الربو قبل وأثناء العلاج المناعي، ويجب اتباع تعليمات السلامة وتدابير تناول الجرعات بدقة وبحذر".

وترى أبتون أن العلاج يشبه التدريب على خوض سباقات الماراثون، إذ يحتاج الأطفال إلى تدريب يومي فيما ستنخفض قدرتهم على التحمل إذا توقفوا عن العلاج المناعي عن طريق الفم تماما.

وقالت أبتون: "بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعانون من حساسية الطعام، فإن التحسن الذي يحققه العلاج المناعي يعتمد على التعرض المستمر لمسببات الحساسية الغذائية مع التنسيق الجيد بين العائلات والأطباء".

 

أعده للعربية: محمد فرحان