1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برلين تمتنع عن تهنئة بوتين على فوزه بولاية جديدة

١٨ مارس ٢٠٢٤

قالت ألمانيا على لسان رئيسها إنها لن تهنئ فلادمير بوتين على فوزه بولاية رئاسية جديدة في روسيا، فيما تباينت ردود الفعل الغربية والدولية بشأن هذا الفوز "الساحق" لبوتين، فوز سيعزز بلا شك من قبضته الحديدية على البلاد.

https://p.dw.com/p/4dqF5
الرئيس الروسي فلادمير بوتين في خطابه بعد فوزه بفترة رئاسية جديدة (موسكو، 17 مار 2024)
الرئيس الروسي فلادمير بوتين في خطابه بعد فوزه بفترة رئاسية جديدة (موسكو، 17 مار 2024)صورة من: Maxim Shemetov/REUTERS

قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه لن يهنئ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إعادة انتخابه بولاية رئاسية جديدة، حسبما ذكرت المتحدثة باسمه لصحيفة "تاغشبيغل" الصادرة في برلين. ونقلت الصحيفة عن المتحدثة سيرستن غاملين قولها أمس (الأحد 17 مارس / آذار 2024) "لن تكون هناك رسالة إلى بوتين". وقال شتاينماير في منشور عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، تويتر سابقا "أنا أفكر اليوم في المواطنين في روسيا الذين يناضلون من أجل الحرية والديمقراطية والذين يعيشون في خطر مستمر بسبب نظام بوتين. لن ننسى هؤلاء الأشخاص الشجعان".  وكان شتاينماير قد هنأ بوتين في الانتخابات الرئاسية الروسية السابقة عام 2018.

وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد أفادت في وقت سابق عبر منصة إكس: "الانتخابات الزائفة في روسيا ليست حرة ولا نزيهة، والنتيجة لن تكون مفاجئة لأحد، وذكرت أنالينا بيربوك الاثنين أن إعادة انتخاب فلاديمير بوتين تمت في عملية اقتراع "دون خيار" آخر بعد قمع كل أشكال المعارضة.

بالنسبة لبوتين، الضابط السابق بجهاز المخابرات السوفيتية، الذي صعد إلى السلطة لأول مرة في عام 1999، فإن فوزه في الانتخابات الرئاسية يؤكد أنه ينبغي لزعماء الغرب أن ينتبهوا إلى أن روسيا ستكون أكثر جرأة سواء في السلم أو الحرب لسنوات عديدة مقبلة. وتعني النتائج أن بوتين (71 عاما) سيضمن بسهولة فترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات ستجعله يتفوق على جوزيف ستالين ليصبح أطول زعماء روسيا بقاء في المنصب منذ أكثر من 200 عام.

روسيا تحث المناطق المحتلة على التصويت

وذكر استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أجرته مؤسسة الرأي العام (إف.أوه.إم) أن بوتين فاز بنسبة 87.8 بالمئة من الأصوات وهي أعلى نتيجة على الإطلاق في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي. ومنح مركز أبحاث الرأي العام الروسي بوتين 87 بالمئة من الأصوات. وتشير النتائج الأولية الرسمية إلى دقة نتائج استطلاعات الرأي.

غياب الحرية والنزاهة

قالت الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وغيرها من البلدان الغربية إن الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة بسبب سجن المعارضين السياسيين والرقابة. واعتبر جوزيب بوريل مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن إعادة انتخاب بوتين استندت الى "القمع والترهيب"، فيما اتهم وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، بوتين، بالتصرف مثل "ستالين العصر الحديث". أما فرنسا فقالت إن "الظروف لانتخابات حرة" لم تكن متوافرة في روسيا في غياب أي معارضة جدية. وحيّت باريس "شجاعة العديد من المواطنين الروس الذين عبّروا سلميا عن معارضتهم للمسّ بحقوقهم السياسية الأساسية".

وأظهرت النتائج أن المرشح الشيوعي نيكولاي خاريتونوف جاء في المركز الثاني بنسبة تقل قليلا عن أربعة بالمئة بينما حل الوافد الجديد فلاديسلاف دافانكوف في المركز الثالث، وجاء المرشح القومي المتطرف ليونيد سلوتسكي في المركز الرابع.

وفي استلهام للزعيم المعارض ألكسي نافالني، الذي توفي في أحد السجون بمنطقة القطب الشمالي الشهر الماضي، احتج الآلاف من المعارضين وقت الظهيرة ضد بوتين في مراكز التصويت داخل روسيا وخارجها. وصرح بوتين للصحفيين بأنه يعتبر الانتخابات الروسية ديمقراطية، وقال إن الاحتجاج المستلهم من نافالني ضده لم يكن له أي تأثير على نتيجة الانتخابات.

وفي أول تعليقاته على وفاته، قال أيضا إن وفاة نافالني كانت "حدثا حزينا"، وأكد أنه كان مستعدا لعملية تبادل سجناء تشمل السياسي المعارض.

ظلال الحرب في أوكرانيا

وتأتي الانتخابات بعد ما يزيد قليلا على عامين منذ أطلق بوتين شرارة أعنف صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية عندما أمر بغزو أوكرانيا. وخيمت أجواء الحرب على الانتخابات التي استمرت ثلاثة أيام وجهت خلالها أوكرانيا هجمات متكررة على مصاف روسية للنفط، وقصفت مناطق روسية أخرى، وسعت عبر وكلاء لاختراق الحدود الروسية في تطور قال بوتين إنه لن يمر دون عقاب.

ورغم أن إعادة انتخاب بوتين لم تكن موضع شك نظرا لسيطرته على روسيا وغياب أي منافسين حقيقيين، فإن رجل المخابرات السابق أراد أن يُظهر أنه يحظى بدعم ساحق من الروس. وقال مسؤولو الانتخابات إن نسبة المشاركة على مستوى البلاد بلغت 74.22 بالمئة بحلول الساعة 18.00 بتوقيت غرينتش عندما أغلقت مراكز الاقتراع، متجاوزة مستويات 2018 البالغة 67.5 بالمئة.

ولم يتسن الحصول على إحصاء مستقل لعدد المشاركين في الاحتجاجات في ظل إجراءات أمنية مشددة للغاية شملت عشرات الآلاف من أفراد الشرطة. ويصل عدد الناخبين المؤهلين للتصويت في روسيا إلى 114 مليون. وذكرت جماعة أو.في.دي-إنفو، التي تراقب حملات القمع ضد المعارضة، أنه تم اعتقال ما لا يقل عن 74 شخصا أمس الأحد في جميع أنحاء روسيا.

ويصور الغرب بوتين على أنه مستبد وقاتل. قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد إن بوتين يريد أن يحكم إلى الأبد وإن الانتخابات غير قانونية. وتأتي الانتخابات الروسية في وقت يقول رؤساء مخابرات غربية إنه مفترق طرق بالنسبة للحرب الأوكرانية والغرب بشكل عام.

دعم صيني وإيراني لبوتين

اعتبر الرئيس الصيني شي جينبينغ أن فوز بوتين "يظهر بشكل كامل" دعم الشعب الروسي له. وهنّأت بكين الحليفة لموسكو اليوم (الإثنين 18 أبريل 2024)، فلاديمير بوتين على فوزه بولاية جديدة من ستة أعوام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان خلال مؤتمر صحافي، ردّا على سؤال بشأن عملية الاقتراع التي اختتمت الأحد، إن "الصين تتقدم بتهانيها على هذا الأمر". وأكد لين جيان أن بكين تؤمن "بأنه في ظل التوجيه الاستراتيجي للرئيس شي جينبينغ والرئيس بوتين، ستواصل العلاقات بين الصين وروسيا المضي قدما"، لافتا الى أن البلدين يحييان هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية.

من جهته، هنّأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نظيره الروسي على فوزه "الحاسم" في الانتخابات الرئاسية وفق ما أفاد الإعلام الرسمي في طهران. وأوردت وكالة "إرنا" أن "رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعث في رسالة، بخالص تهانيه لفلاديمير بوتين على فوزه الحاسم وإعادة انتخابه رئيسا لروسيا الاتحادية".

كما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون أرسل رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هنأه فيها بفوزه في الانتخابات الرئاسة.

ح.ز/ س.ك (رويترز/ أ.ف.ب / د.ب.أ)

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد