1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خوف الجرّاحين من ذوي الشعر الأحمر- بين الحقيقة والخرافة

١٣ يناير ٢٠١١

يوجد بين أطباء الجراحة اعتقاد غريب حول ذوي الشعر الأحمر يقول أنهم ينزفون أثناء العمليات أكثر من غيرهم وأن استجابتهم للتخدير تختلف عن الآخرين. طبيب بريطاني بحث عن الحقيقة والخرافة في هذه الشائعات وعثر على أمور مثيرة.

https://p.dw.com/p/zwkf
عارضة أزياء صينية. تكثر الأساطير حول ذووي الشعر الأحمر في كل الثقافات.صورة من: AP

ما من طبيب إلا ويتمنى أن تكون نجمتا هوليوود نيكول كيدمان وجوليا روبرتس من مرضاه، لأن شعرهما أحمر. لكن إذا كان الطبيب طبيباً جراحاً فإنه سيحسب ألف حساب قبل إجراء عملية لإحداهما. إذ يسود اعتقاد بين صفوف الجراحين بأن ذوي الشعر الأحمر عموماً، إناثا وذكورا، ينزفون في غرفة العمليات أكثر من غيرهم، وأنهم يستجيبون للبنج عند تخديرهم بشكل مغاير عن المرضى الآخرين. فهل هذا صحيح؟

توجد عيادة الجراح البريطاني جوناثان بيري في ويلز، وهو مختص بإجراء عمليات جراحية لذوي الوزن الزائد. لكن بيري والأطباء الآخرين العاملين في ويلز يواجهون تحديات تختلف عن تلك التي يواجهها زملاؤهم في أجزاء أخرى من المملكة المتحدة. إذ أن الكثير من مرضاه لون عيونهم أخضر وبشرتهم منثورة بالنمش وشعرهم أحمر. ويؤكد الدكتور بيري على ذلك بالقول: "لدينا هنا أشخاص كثيرون شعرهم أحمر، ففي حين لا تتعدى نسبتهم في معظم مناطق العالم الاثنين بالمائة، فإنها تصل هنا إلى ستة بالمائة."

حماة جوناثان بيري شعرها أحمر، وابنته الصغرى أيضاً. وبين كل عشرين مريضاً يأتي إلى عيادته هناك مريض واحد شعره أحمر، وهذا أمر لا يفرح الطبيب الجراح، ويقول عن تجربته مع هؤلاء المرضى: "لديّ انطباع بأن ذوي الشعر الأحمر ينزفون أكثر من باقي المرضى أثناء العمليات الجراحية، وذلك بغض النظر إن كانوا يتناولون أدوية لتمييع الدم أم لا. وأجريت عمليات جراحية كثيرة لمرض الفتاق ومعظمهم كانوا من ذوي الشعر الأحمر. وأطباء التخدير الذين أعمل معهم، يعتقدون أن ذوي الشعر الأحمر يتفاعلون بشكل مغاير عن الآخرين مع مادة التخدير."

حقيقة أم خرافة؟

لكن ما الذي يجعل ذوي الشعر الأحمر مختلفين عن غيرهم في غرفة العمليات؟ وهل هذا الاختلاف صحيح أم أنه محض خرافة؟ هذه التساؤلات دفعت بالدكتور جوناثان بيري إلى الشروع في استيضاح الأمر، لجأ أولا إلى محرك البحث غوغل وكتب "شعر أحمر" و"عملية جراحية". والنتيجة كما يقول: "عثرت على عشرات آلاف الدراسات المتعلقة بالشعر الأحمر في الإنترنت. لكن معظمها لم تكن دراسات علمية، كان هناك فقط 40 إلى 50 دراسة علمية جادة تحدثت عن التركيبة الجينية لذوي الشعر الأحمر وردود فعلهم أثناء إجراء عملية جراحية".

Julia Roberts
هل تخيف جوليا روبرتس الجراحين لأن شعرها أحمر؟صورة من: AP

وحقاً كان هناك دراسات علمية في ظاهرها، لكنها غير جادة في مضمونها، ومن بينها دراسة نشرها باحثون من الولايات المتحدة، كما يقول الطبيب الجراح من ويلز: "قام العلماء بإجراء مقارنة بين حوالي 600 طفل أجريت لهم عملية استئصال اللوزتين. وأراد الباحثون معرفة أثر إجراء العملية حين يكون القمر بدراً أو في أيام الجمعة التي تصادف تاريخ الثالث عشر من الشهر على الأطفال ذوي الشعر الأحمر. لكن لم يجدوا علاقة بين هذه الأمور".

كما لم يجد جوناثان بيري في الدراسات الأربعين الجادة ما يثبت أن ذوي الشعر الأحمر ينزفون أكثر من غيرهم خلال العمليات الجراحية. وهو يعتقد أن بعض الجراحين يفشلون في السيطرة على النزيف، فيتعذرون بأن شعر المريض أحمر.

ذوو الشعر الأحمر والتخدير

إذا كان ذوو الشعر الأحمر ينزفون مثل غيرهم أثناء إجراء عملية، فإنهم يختلفون حقا حين يتعلق الأمر بالتخدير. وقد عثر جوناثان بيري على دراسات تثبت ذلك، إضافة إلى ما يقوله أطباء التخدير الذين يعمل معهم. "هناك دراستان من كنتكي في الولايات المتحدة تناولتا هذه القضية وأثبتتا، أن ذوي الشعر الأحمر يحتاجون إلى كمية أكبر من البنج من الشقر مثلاً، بغض النظر عما إذا كان التخديرُ تخديراً كاملاً أم موضعياً".

Ärgerliche junge Frau
الدكتور جونانثان بيري :ذوو الشعر الأحمر طبيعيون، فقط طبيعتهم نارية.صورة من: picture-alliance/dpa

لكن ذلك لا يلعب دوراً يذكر في الممارسة، وأطباء التخدير قادرون على تخدير ذوي الشعر الأحمر بدون مشاكل. ورغم ذلك يبقى السؤال: لماذا يحتاجون إلى كمية أكبر من البنج؟ بعض الباحثين يرى أن الجين المسؤول عن الشعر الأحمر مسؤولُ أيضاً عن الإحساس بالألم. أما كيف يكون التأثير؟ فلا يوجد لدى الباحثين إجابات شافية بعد، وكل ما يقولونه هو أن الخوف من ذوي الشعر الأحمر غير مبرر. أما الدكتور جوناثان بيري فيقول: "على المرء أن يخاف فقط من الطبيعة النارية لذوي الشعر الأحمر".

مريكه ديغن/ عبد الرحمن عثمان

مراجعة: عماد مبارك غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد