1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"خيول هتلر" البرونزية في معرض في برلين... لماذا الآن؟

١٦ يوليو ٢٠٢٣

حرص النظام النازي على اقتناء الآلاف من الأعمال الفنية وإقامة النصب التذكارية لأغراض دعائية. اليوم تثير خطة لمتحف ألماني في برلين عرض تمثالين يعودان للحقبة النازية الكثير من الجدل.

https://p.dw.com/p/4TlNP
أحد التمثالين النازيين المثيرين للجدل اللذين سيعرضان قريباً في برلين
أحد التمثالين النازيين المثيرين للجدل اللذين سيعرضان قريباً في برلينصورة من: Carsten Koall/dpa/picture alliance

قام الفنان النازي جوزيف ثوراك بنحت حصانين وهما يمشيان في استعراض لقوتهما من أجل الترويج للرايخ الثالث إبان حكم أدولف هتلر في برلين.
وقريبا سوف يتم عرض التمثالين في قلعة شبانداو التي تعد واحدة من أهم معالم برلين. سيجري افتتاح المعرض في العاشر من سبتمبر / أيلول العام الماضي، وسيتم عرض التمثالين إلى جانب أعمال فنية أخرى تثير الكثير من الجدل.
وبتكليف من  هتلر  وفي أوج حكمه، جرى وضع التمثالين في حديقة مقر حكومة هتلر بين عامي 1939 و1943 إذ كانا جزءاً من آلاف الأعمال البرونزية المصممة للترويج للنظام النازي في إطار مساعيه لتحويل برلين إلى مدينة ضخمة ذات شوارع كبيرة لجعلها عاصمة "إمبراطورية جرمانيا". 
من هو جوزيف ثوراك؟
وُلد جوزيف ثوراك في فيينا في السابع من فبراير / شباط عام 1889 والتحق بأكاديمية فيينا للفنون ثم انتقل في نهاية المطاف إلى أكاديمية برلين للفنون عام 1915. بعد دراسته، برع كنحات صنع أعمال ضخمة مثل تمثال على شكل جملون بارتفاع يبلغ 4 أمتار خاص بأحد مباني بنك الرايخ في غرب ألمانيا.
وبسبب أسلوبه في النحت، حصل على مناصب في العديد من اللجان الحكومية. وأصبح معروفاً على  الساحة الدولية  بعد أن قام بنحت العديد من النصب في دول أخرى مثل تركيا.
ومنذ عام 1937، أصبح ثوراك أحد النحاتين المفضلين للنازيين إذ جرى تكليفه بإنشاء عدد لا يحصى من المنحوتات الدعائية التي تروج للقوة والعظمة المزعومة خلال تلك الحقبة.
وفي الوقت الذي اضطهد هتلر وأركان نظامه الفنانين اليهود ومعاصريهم تحت زعم أنهم أنتجوا "فناً منحطاً" ونهبوا تحف تعود لجامعي الأعمال الفنية اليهود، فإن فقد ذاع صيت ثوراك الذي قام بتطليق زوجته اليهودية وقبل منصباً مرموقاً في أكاديمية ميونيخ للفنون الجميلة. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، استمر في العمل النحتي حتى وفاته في عام 1952.

قامت متحف قلعة شبانداو في برلين بإدراج تمثالين يعودان إلى الحقبة النازية في مجموعات العرض الدائمة
قامت متحف قلعة شبانداو في برلين بإدراج تمثالين يعودان إلى الحقبة النازية في مجموعات العرض الدائمةصورة من: Britta Pedersen/dpa/picture alliance

السوق السوداء وهواة جمع الآثار

تم إعادة اكتشاف التمثالين عام 2015 بعد مداهمة استهدفت تجارة الأعمال الفنية السرية في ألمانيا حيث قامت الشرطة في حينه بتأمين التمثالين بالإضافة إلى منحوتات تعود لفنانين اثنين من الفنانين المفضلين  لهتلر هما فريتز كليمش وأرنو بريكر.
وفي ذلك، قال مؤرخ الفن كريستيان فورميستر إنه كان من المحتمل أن يتم بيع هذه الأعمال في السوق السوداء  لأن الأعمال الفنية خلال الحقبة النازية ما زال يُحظر التعامل معها في الأسواق الرسمية.

وفي مقابلة مع DW أُجريت عام 2015، أضاف فورميستر: "هناك بعض هواة جمع مثل هذه المقتنيات في ألمانيا والولايات المتحدة وروسيا، وهناك شخصيات متحمسة لشراء هذه الأعمال".

Berlin Spandauer Zitadelle | Nazi-Skulptur "Schreitende Pferde"
صورة من: Carsten Koall/dpa/picture alliance


وقد ذكر الموقع الإلكتروني الخاص بقلعة شبانداو، والتي هي معلم أثري من عصر النهضة يتم استغلاله اليوم لعرض الأعمال الفنية، أن الهدف من وراء عرض هذين التمثالين هو تسليط الضوء على مساعي سلطات تلك الحقبة إلى تشكيل مشهد لمدينة برلين من خلال معالم أثرية.
وتضم القلعة مجموعة من الأعمال الفنية التي تعود للفترة بين عامي 1849 و1986، قبل تأسيس الأمبراطورية الألمانية، الرايخ الألماني، مروراً بجمهورية فايمار وألمانيا النازية، وانتهاء بجمورية ألمانية الاتحادية وألمانيا الشرقية. 

واحة الثقافة - خيول هتلر البرونزية

رموز "مهمة"؟
وحسب الموقع الإلكتروني للقلعة، تعد تلك الأعمال "رموزاً مهمة" في التاريخ الألماني. ورغم أن وصف "مهمة" قد يثير بعض الدهشة، إلا أن القائمين على المتحف قالوا إن الهدف يرمي إلى تحويله إلى مركز لدراسة القطع الأثرية "السامة".
وقد دعمت الحكومة الفيدرالية عملية الاستحواذ على التمثالين.
يشار إلى أنه في السابق أثار عرض أعمال فنية تعود للحقبة النازية احتجاجات كبيرة؛ إذ شهد العام الماضي تعرض متحف بيناكوثيك في ميونيخ لانتقادات شديدة بسبب عرضه لوحة لأدولف زيغلر الذي يعد أحد الفنانين الذين اشتهروا خلال الحقبة النازية. وفي خطاب نشره في أكتوبر / تشرين الأول، دعا جورج باسيليتز الذي يعد من أهمّ الفنانين الألمان، إلى إزالة اللوحة، مضيفاً "أنه لأمر مروع أن تكون الدعاية النازية متاحة بهذه الطريقة القذرة في متحف بميونيخ. لا يمكن وضع أعمال فنانين تعرضوا للاضطهاد إلى جوار أعمال فنان كانوا مسؤولين عن اضطهادهم".
وعلى أرض الواقع، مازالت مباني دعائية خاصة بالنازيين  موجودة حتى اليوم كالملعب الأولمبي في برلين الذي أصدر هتلر قراراً بتشييده في إطار استضافة ألمانيا دورة الألعاب الأولمبية عام 1936. وقبل استضافة ألمانيا مونديال كأس العالم 2006، دعا نشطاء إلى إزالة الملعب الذي احتضن بعض المباريات، لكن السلطات المحلية رفضت الطلب مبررة أن مثل هذا الإجراء سيكون إنكاراً لتاريخ ألمانيا.
كريستين لين/ م.ع