1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سلاح الجو الألماني يرسل مساعدات عينية لليبيا

١٤ سبتمبر ٢٠٢٣

أرسلت ألمانيا طائرتي نقل تابعتين لسلاح الجو الألماني تحملان أول دفعة مساعدات عينية مخصصة للمناطق المنكوبة بالسيول في ليبيا، هذا فيما ناشدت الأمم المتحدة المانحين تقديم 71.4 مليون دولار.

https://p.dw.com/p/4WLXf
عمليات الإنقاذ مستمرة في درنة شرق ليبيا
عمليات الإنقاذ مستمرة في درنة شرق ليبياصورة من: Ahmed Elumami/REUTERS

تم الخميس (14 أيلول/سبتمبر 2023) في القاعدة الجوية بمدينة فونستورف القريبة من مدينة هانوفر شمال ألمانيا تحميل طائرتي نقل تابعتين لسلاح الجو الألماني بأول دفعة مساعدات عينية مخصصة للمناطق المنكوبة بالسيول في ليبيا. وقال يوهان زاتهوف ممثل وزارة الداخلية في البرلمان الألماني إن المساعدات عبارة عن نحو 100 خيمة و1000 سرير وفُرُش وأكياس نوم ومولدات كهرباء للطوارئ، وذكر أن قيمة المساعدات تقدر بنحو 500 ألف يورو.

وصرح زاتهوف بأن أول طائرة أقلعت متجهة إلى ليبيا قرابة الساعة الثانية والنصف بعد الظهر بالتوقيت المحلي. وأوضح زاتهوف أن جمهورية ألمانيا الاتحادية تحتفظ بمثل هذه المواد الإغاثية لمثل هذه الحالات الكارثية بالتحديد، ولفت إلى أن المواد المرسلة تم تجميعها ونقلها إلى فونستورف من عدة مناطق في ألمانيا وذلك بعد قبول طلب المساعدة المقدم من ليبيا.

وأفادت تصريحات لمتحدث باسم الوكالة الاتحادية للإغاثة الفنية "تي إتش دبليو" بأن من الممكن لهذه المواد أن تقدم مساعدة مباشرة لـ 1000 شخص هناك، ووفقاً لهذه التصريحات، سيسافر اثنان من الخبراء اللوجستيين إلى ليبيا مع هذه المساعدات ويعودان بعد تفريغ الشحنة في المساء.

"حجم الكارثة صادم"

من جانب آخر، قال منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن "حجم كارثة الفيضانات في ليبيا صادم ويفطر القلب.. مُحيت أحياء بأكملها من الخريطة. جُرفت المياه عائلات كاملة فوجئت بما حصل. لقي الآلاف حتفهم وتشرّد عشرات الآلاف الآن بينما ما زال كثر في عداد المفقودين".

وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أنه "كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا" لو أن أنظمة التحذير المبكّر وإدارة الطوارئ تعمل كما يجب في البلد الذي عانى من الحرب. وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس إنه من خلال التنسيق بشكل أفضل، "كان بالإمكان إصدار إنذارات وكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان، وكنا تفادينا معظم الخسائر البشرية". وأفاد أمام الصحافيين في جنيف أن النزاع المستمر في ليبيا منذ سنوات يعني أن شبكة الأرصاد التابعة لها "مدمّرة إلى حد كبير وأنظمة تكنولوجيا المعلومات مدمّرة". وأضاف "وقعت الفيضانات ولم تجر أي عمليات إجلاء نظرا لعدم وجود أنظمة تحذير مبكر مناسبة".

هل ترأب درنة المنكوبة الصدع بين شرق ليبيا وغربها؟

جهود دولية مكثّفة للدعم

على صعيد متصل، تعهّدت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إضافة إلى عدة بلدان من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إرسال فرق إنقاذ ومساعدات تشمل مواد غذائية وخزّانات مياه ومراكز إيواء طارئة ومعدات طبية إضافة إلى مزيد من أكياس الجثث.

ما زال الوصول إلى درنة الواقعة في شرق البلاد صعباً للغاية إذ دمّرت الطرقات والجسور فيما انقطعت خطوط الطاقة والهاتف عن مناطق واسعة حيث تشرّد 30 ألف شخص على الأقل.

ولم تُعرف حتى الآن الحصيلة الفعلية للقتلى فيما أفاد المسؤولون عن أعداد متضاربة. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة التابعة للسلطات في شرق البلاد الملازم طارق الخراز إنه تم حتى الأربعاء العثور على 3840 جثة. لكن يُعتقد بأن عدداً أكبر بكثير جرفوا إلى البحر أو دفنوا بالرمل نتيجة المياه الموحلة التي اجتاحت المدينة. وحذّرت جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من أن 10 آلاف شخص ما زالوا في عداد المفقودين.

أرسلت دول عديدة أو تعهّدت تقديم مساعدات بما فيها الجزائر ومصر والأردن والكويت وقطر وتونس وتركيا والإمارات العربية المتحدة إضافة إلى الفلسطينيين. كما تعهّدت الولايات المتحدة تقديم المساعدة بينما انضمت بريطانيا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا ورومانيا إلى جهود المساعدة الأوروبية.

مناشدة أممية 

وقال مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن "العاصفة دانيال هي تذكير فتّاك آخر بالتأثير الكارثي لتغير المناخ على كوكبنا". ودعا تورك جميع الأطراف في ليبيا إلى "تجاوز الجمود السياسي والانقسامات والتحرّك بشكل جماعي لضمان وصول الإغاثة". وتابع "هذا وقت وحدة الهدف: على جميع المتضررين أن يحصلوا على المساعدة بغض النظر تماما عن ارتباطاتهم".

وناشدت الأمم المتحدة المانحين الخميس تقديم 71.4 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتلبية احتياجات نحو 250 ألف شخص تضرروا من السيول في ليبيا قائلة إن عدد الوفيات قد يرتفع ما لم يتوفر مزيد من المساعدات.

وجاء في وثيقة للمنظمة الدولية أن "هناك قلقاً متزايداً من الارتفاع المحتمل في معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات إذا لم يتم إرسال مساعدات ملائمة على الفور للمناطق المتضررة".

ولا تستهدف المناشدة إلا نحو رُبع الأشخاص البالغ عددهم 884 ألفاً والذين قالت إنهم تضرروا بشكل مباشر من الفيضانات. وأضافت أن تحليلاً بالأقمار الصناعية أظهر أن 2200 مبنى تضررت بسبب السيول في مدينة درنة الأشد تضرراً، ووصفت الوضع في مدينة سوسة التي غمرتها المياه بأنه "حرج".

ز.أ.ب/خ.س (د ب أ، رويترز، أ ف ب)