1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فرار ثلاثة أرباع الأرمن من كاراباخ في نزوح سريع

٢٩ سبتمبر ٢٠٢٣

في عملية نزوح جماعي، فر أكثر من 90 ألفاً من الأرمن من إقليم ناغورني كاراباخ الانفصالي إثر سيطرة أذربيجان على الإقليم، وذلك على الرغم من دعوات أذربيجان لهم للبقاء. قال خبراء إن عملية الخروج تستوفي شروط جريمة حرب.

https://p.dw.com/p/4Wyr5
مركبات تقل لاجئين من ناغورني كاراباخ تقف في طابور على الطريق المؤدي إلى الحدود الأرمنية، في 25 سبتمبر 2023
اصطفت السيارات والحافلات والجرارات التي تقل الفارين في الطرق السريعة في خامس يوم من النزوح صورة من: DAVID GHAHRAMANYAN/REUTERS

فر أكثر من ثلاثة أرباع الأرمن من إقليم ناغورني كاراباخ الانفصالي والبالغ عددهم 120 ألفا بحلول عصر اليوم الجمعة (29 سبتمبر/أيلول 2023) إثر سيطرة أذربيجان على الإقليم، في نزوح جماعي أسرع من المتوقع والذي يبدو أنه سيكون شاملاً، وذلك على الرغم من دعوات أذربيجان لهم للبقاء.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن حكومة يريفان قولها إنه بحلول اليوم الجمعة، فر نحو 93 ألف شخص من السكان الذين يقدر عددهم بنحو 120 ألف نسمة إلى أرمينيا.

واصطفت السيارات والحافلات والجرارات التي تقل الفارين في الطرق السريعة في خامس يوم من النزوح الذي وضع حداً مفاجئاً ونهائياً لأحد "الصراعات المجمدة" على أسس عرقية منذ عقود في دول سابقة بالاتحاد السوفيتي.

وأفادت وكالة الإعلام الروسية (ريا) بأن حكومة أرمينيا قالت إن قرابة 93 ألف شخص عبروا إلى أراضيها في الوقت الراهن. وقال مسؤول بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وقت سابق إن العدد الإجمالي قد يصل إلى 120 ألفا، وهو عدد مطابق لتقديرات العدد الإجمالي لسكان جيب ناغورني كاراباخ الذي انفصل عن أذربيجان في تسعينيات القرن الماضي.

ودعمت أرمينيا الانفصاليين لعقود، لكن ثبت في نهاية المطاف أنها غير قادرة على حمايتهم.

وخلال فرارهم على الطريق الجبلي الوحيد الذي يربط الإقليم بأرمينيا، قُتل ما لا يقل عن 170 شخصاً في انفجار مستودع للوقود الاثنين، وفقاً لحصيلة جديدة نشرتها الشرطة التابعة للقوات الانفصالية الجمعة. وقالت إنّه "تمّ العثور حتى الآن على رفات 170 شخصاً... وتمّ تسليمها إلى الطب الشرعي". وسيتم إرسالها إلى أرمينيا لتحديد هويات أصحابها. وأدى الحادث أيضاً إلى إصابة 349 شخصاً، معظمهم يعانون من حروق خطيرة.

وأرسلت أرمينيا حافلات مدنية من عاصمتها يريفان للمساعدة في إخراج الأشخاص. ورحب المتطوعون بالحافلات الأرجوانية على الطريق عند الحدود ودفعوا إليها بصناديق الخبز وزجاجات المياه عبر النوافذ.

وتقول أذربيجان إنها تحترم حقوق الأرمن الذين سيختارون البقاء، لكنها نسفت مفهوم الدولة الانفصالية إلى الأبد. وذكرت أذربيجان اليوم الجمعة أنها ستسمح لفريق من الأمم المتحدة بزيارة الإقليم في غضون أيام، وهو مطلب رئيسي لدول الغرب.

بدوره، أعلن الكرملين الجمعة أنّ روسيا ستقرّر مع أذربيجان مستقبل مهمّة حفظ السلام في هذه المنطقة الانفصالية التي نشرت فيها قوات منذ العام 2020. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف رداً على أسئلة الصحافيين بشأن مستقبل هذه القوات "بما أنّ المهمّة موجودة الآن على الأراضي الأذربيجانية، فإنّ هذه النقطة ستكون موضوع مناقشات مع الجانب الأذربيجاني".

خبراء: "جريمة حرب"

وفي أعقاب عمليات الفرار عشرات الآلاف من الأرمن من منازلهم، قال عدد من الخبراء الدوليين إن الخروج الجماعي يستوفي شروط جريمة حرب تتمثل في "الترحيل أو النقل القسري"، أو حتى جريمة ضد الإنسانية.

ومنطقة ناغورني كاراباخ معترف بها دوليا كجزء من أذربيجان، لكن يغلب على سكانها المسيحيون الأرمن الذين أسسوا جمهورية من جانب واحد أطلقوا عليها اسم "آرتساخ" قبل ثلاثة عقود بعد صراع عرقي دموي مع انهيار الاتحاد السوفيتي.

وأثار النزوح شبح الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1988 و1994 بين الأرمن وجيرانهم الأذربيجانيين ضمن تاريخ من إراقة الدماء والنزوح على أساس عرقي يعود إلى أجيال مضت، ترك ندوبه على الذاكرة الشعبية في المنطقة ويثير مخاوف وشكوكا متبادلة عميقة.

وقال حكمت حاجييف، مستشار السياسة الخارجية للرئيس الأذري إلهام علييف، للصحفيين في بروكسل يوم الثلاثاء "نجد أحيانا في الصحافة الدولية... أوصافا مجازية معينة تشير إلى حدوث تطهير عرقي أو أن أذربيجان تمارس إبادة جماعية". وأضاف "لا حقيقة مؤكدة على الأرض عن أي نوع من العنف ضد المدنيين المحليين".

ومهما يكن من أمر التاريخ وعدم وجود تقارير مستقلة عن الأحداث داخل المنطقة المعزولة، يعتقد عدد من خبراء القانون الدوليين أن الفرار الجماعي يلائم التعريف القانوني لجريمة حرب.

وتنص الوثائق التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية على أنه عند الإشارة إلى النقل القسري أو الترحيل، فإن "مصطلح 'قسريا' لا يقتصر على القوة البدنية، بل قد يشمل التهديد باستخدام القوة أو الإرغام، مثل الناجم عن الخوف من العنف أو الإكراه أو الإجبار أو الاحتجاز أو القمع النفسي  أو إساءة استخدام السلطة ضد شخص أو أشخاص أو طرف آخر، أو استغلال أجواء القهر".

وقالت بريا بيلاي، المحامية الدولية، وميلاني أوبراين، الأستاذة الزائرة في جامعة مينيسوتا ورئيسة الجمعية الدولية للباحثين في الإبادة الجماعية، إن مثل هذه "البيئة القسرية" نشأت في ناغورني كاراباخ قبل الهجوم بسبب عرقلة أذربيجان للإمدادات الأساسية.

ع.ح./ف.ي. (رويترز ، أ ف ب)