1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيُّ النهود في الكاميرون

٢٢ يوليو ٢٠١٠

بفضل كتابات نوال السعداوي وغيرها من الناشطين البارزين بات العالم يعرف أضرار ختان الإناث في مصر وغيرها من الدول الإفريقية ويحتقر هذه الممارسة. إلا أن قليلين يعرفون عادة كيِّ صدور الفتيات لحمايتهن من الاغتصاب إذا نَهَدْنَ.

https://p.dw.com/p/ORYn
ترتبط عملية إرضاع الأطفال في معظم دول غرب إفريقيا بأوجاع لا تطاق للأمهاتصورة من: picture-alliance / dpa

تجلس إيميليين ندومبي في كوخها الخشبي ويُسمع بكاء رضيع من على بُعد أمتار من الكوخ. تحاول إيميليين إرضاع طفلتها وعلامات التألم بادية على وجهها "حين أُرضع أطفالي فإن ثديي يؤلمني جدا بشكل لا أقدر أحيانا على تحمله. أنا لست الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة في القرية، فكل الأمهات يعانين منها".

تعيش إيميليين في قرية تقع شمال مدينة دوالا في الكاميرون. عمرها 35 سنة ولكنها تبدو أكبر من سنها بكثير، وهي تتحاشى مغادرة كوخها لأنها تخجل من الندوب في صدرها ومن حجم ثدييها الكبيرين مقارنة مع جسمها النحيل، "منذ صغري كانت أمي تدلّك صدري بحجارة ملساء ساخنة مرارا وتكرارا، وكنت أتألم كثيرا". تسمع الأم الجالسة أمام الكوخ ما قالته إيميليين وتهز رأسها وتقول بأنها لم ترد إيذاء ابنتها وإنما أرادت حمايتها "نبدأ بتدليك الصدر حين تكون الفتاة في الثامنة من العمر تقريبا كي لا تبرز النهود وتجذب أنظار الرجال إليها".

عادة "كيّ" النهود، كما تُكوى الملابس، عادة قديمة وكانت تستعمل في الماضي لاعتقاد الناس بأنها تساعد على زيادة حليب الأم، إلا أنها اختفت مع الزمن لتعود إلى الظهور قبل بضع عقود بهدف تأخير "نضوج" الفتيات. ولا تقتصر هذه العادة على الكاميرون فقط، بل تمارَس في معظم دول غرب إفريقيا مثل توغو وبنين وغينيا الاستوائية ونيجيريا، أي أن ملايين الفتيات يعانين منها.

طمس علامات الأنوثة

Kameruns Wirtschaftszenrum Duala
تعيش إيمليين شمال مدينة دوالا التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للكاميرونصورة من: picture alliance/dpa

يخاف الأهل على بناتهم من الاغتصاب والحمل المبكر وما يجلبه من مشاكل للفتاة والعائلة. فالفتاة تضطر إلى ترك المدرسة وتتضاءل فرصها في الحصول على وظيفة وقد لا تجد من يتزوجها، وفي بعض الحالات قد تنبذها عائلتها. وأمام تنامي ظاهرة الاغتصاب والحمل المبكر في الكاميرون ودول المنطقة، تعتقد أمهات مثل والدة إيميليين، أنهن يحمين بناتهن عبر "طمس" علامات الأنوثة. لم تقدر والدة إيميليين على تغيير الرجال وصدّ عيونهم عن ابنتها، فحاولت تأخير نضوجها "نأخذ حجر طاحونة من الحجارة التي نطحن بها البهارات ونضعها في النار، ثم ُندلّك صدر البنت يوميا. وكل هذا للحيلولة دون الحمل المبكر".

لكن تدليك صدر إيميليين في صغرها لم يُجد نفعا، فعلى غير العادة نما ثدياها بسرعة عجيبة، وما إن بلغت الخامسة عشرة حتى وضعت طفلها الأول ثم تبعه خمسة أطفال آخرون. ومع كل طفل ازدادت آلامها وخاصة في فترة الرضاعة.

النساء يدفعن ثمن عدوانية الرجال

Liberia Plakat gegen Missbrauch
ملصق من ليبيريا -غرب إفريقيا - ضد العنف الجنسي والاغتصابصورة من: UNMIL

رغم هذه الآلام ورغم تحذيرات الأطباء من مغبة تدمير نسيج الثدي الحساس أو إحداث خلل في الخلايا يجعل الثدي ينمو بسرعة كبيرة، مازالت عادة كيّ النهود تمارس في الكاميرون ودول أخرى. ويعلق أخصائي الأمراض النسائية الكاميروني دينيس كافوندا على هذه العادة بالقول"لا يوجد سبب طبي عقلاني لتدليك هذا الجزء الحساس من الجسم بحجارة ساخنة. إنه عمل فظيع ولا يقل وحشية عن ختان الإناث".

ويضيف كافوندا بأنه لا يمكن "كيُّ هرمونات النمو لوقفها"، وينادي بحملة توعية عن التربية الجنسية وعن النفاق في مجتمعات غرب إفريقيا. فلا أحد يتحدث عن وسائل منع الحمل، ناهيك عن إدانة انعدام المسؤولية لدى الرجال الذين يغتصبون فتيات قاصرات دون عقاب، لكي تدفع في النهاية البنات وأمهاتهن ثمن عدوانيتهم: بنات مثل إيميليين التي لم يسمح لها أبدا بأن تكون امرأة.

ألكسندر غوبل/عبدالرحمن عثمان

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد